..يا رب اكرمنا

_مساعد السائق : الولية _مشيها ولية_ نزلت و راحت ابو الريش و نسيت الاتدر وير _مشيها اندر وير

السواق بقى : خلاص يا عم ارميه و خلاص

!المساعد : ليه يا عم ؟! ده جديد نوفى اهه .. خليه نمسح بيه العربية

تتدخل "ولية" تانية : لا يا عم ! .. تمسح بيه العربيه ايه ؟! ده نضيف و زى الفل .. هاته نديه لاى عيل

.. صمت لدقائق

..نفس "الولية" : انا اقرب مرة اروح فى ابو الريش هديهولها

.. دقيقة اخرى

.. ليه لأ ؟ هروح اقولهم الست اللى نسيت الاندر _مشيها تانى_ فى الاتوبيس فين

مشهد حقيقى .. فى زحام يوم حار .. مصر 2008

!! انا نجحت

!! انــــا نجحـــــــــــــت

فى سابقة تدعو للاستغراب و السعاده و الحزن و كل حاجه اصلاً .. عديت اعدادى طب اسنان

انا من السنه الجاية ان شاء الله .. طالب فى كلية طب الفم و الاسنان .. اه و الله هبقى هناك فى القصر العينى و مش هروح كلية العلوم تانى

عايز استريح لورا على الكرسى و اقول باعلى صوت "اوووووووووووووووووووف" .. و ضميرى مانبنى اوى لانى بمنتهى البساطة .. جبت مقبول .. انا ناجح بتقدير غور للسنة اللى بعديها

:S

عايز اقول انى اسف اوى لانى عملت كده فى نفسى .. و عايز اقول اسف لاى حد استنى منى انى اجيب تقدير

عايز اقول ان كده الاجازة ممكن تبدأ و لو انى حاسس ان ضميرى هيأنبنى تانى

عايز اقول ان الاحلام بتاعة اليومين اللى فاتوا هتبطل بقى .. و مش هقول لو جالى حاجه فى الصيف هسيبهم يروحوا المصيف

و انى مش هقعد اقكر انى لو عندى حاجه مش هقولهم و هقول انى رايح اخد كورسات لحد ما انجح و ساعتها اقولهم

:S

عايز اقول انى اسعد حزين دلوقتى

عايز اقول انى همسح البوست ده كمان يومين بس مش لاقى مكان اقول فيه الكلام ده

(:عزيزى المواطن .. قوم اقف

الصورة من موقع مصراوى

من فترة مش بعيدة .. حوالى كام شهر .. كان فى اعلانات بلون اخضر لحملة اسمها "مدرستى" .. و انا من كتر الاعلانات قلت كانوا وفروا فلوسها و بنوا بيها مدرسة جديدة .. الاعلانات كانت تحسسك بالرقى كده و انك مواطن ليه احترامه .. كان فيها كلام جميل زى "انا نفسى مدرستى يكون فيها اوضه موسيقى" .. و "انا نفسى مدرستى يكون فيها ملعب" .. و" انا نفسى مدرستى يكون فيها حمام سباحة" .. و انا عمرى ما سمعت تعليق من حد انهم انجزوا الحاجات دى .. انا كل اللى فاكره بوسترات غطت طريقى كل يوم و انا رايح الكليه او راجع

و بالصدفه بدور فى جوجل عرفت ان فودافون اخدت جايزة عن الحملة دى .. يعنى اللى مول الحملة شركات استثمار .. قلت مش مشكلة .. بس بردو اللى معرفتوش .. هى الحملة دى بنت كام مدرسة ولا رممت كام مدرسة و وصل للعدد فى البوسترات ولا لأ؟

بس دى سياسه متبعه .. انا عمرى ما سمعت عن انجاز عملناه .. دايماً بسمع ان المستقبل مشرق .. و هنعمل .. رغم انهم لو قالوا بنينا 100 مدرسه .. ده هيخلى فى ثقه متبادله .." لكن تحس اننا مجرد بصمجية .. هنبنى .. طيب .. بنيتوا ؟ لا لسه .. طيب " و هكذا

و بعد حملة مدرستهم .. ظهرت دلوقتى حملة جديدة .. بعنوان "وقفة مصرية" .. بوسترات باللون الاحمر طول شارع جسر السويس و مكمل معاك من العباسية لرمسيس للدقى للجامعة مرورا بكل شوراع القاهرة تقريباً .. الحملة فيها بوسترات بعناوين انه "نحكم عقلنا .. نشبع كلنا" مع صورة رغيف عيش من ابو ربع جنيه .. او "نحكم عقلنا .. نشرب كلنا" .. او "نحكم عقلنا .. نشتغل كلنا" .. و فى الاخير مفادها انه "قبل ما نجيب مولود .. نتاكد ان حقه علينا موجود" .. و انا مش ضد الحملة .. بس عايز اعرف فايدتها ايه فى الوقت الراهن .. ذنبى ايه ان الرئيس هيعمل مؤتمر سكان .. انا اتفقع ليه؟! .. هو فى حد بيتجوز لما يخلفوا ؟ .. بعدين ما الحملات دى فشلت من زمان .. انا قريت عن حملة اسمها "انظر حولك" .. و معرفش ليها علاقه بانظر حولك و ابتسم ولا لا :) .. و انظر حولك دى كانت فى الثمانينات لما كنا 40 مليون نسمة .. دلوقتى لما بقينا 80 مليون .. ناويين نقف ؟ .. ده احنا المفروض ننام و نستغطى :) ..

احنا مش ضد الحمله .. بس بلاش الاستفزاز ده .. عايزين حمله اعملوا حاجه ليها قيمة .. لكن بوستر باستفزاز رغيف العيش ولا كوباية الميا اللى شكلها غريب على المواطنين فى وقت اصلا بيتعمل قانون احتكار "مش منع احتكار" و قانون طوارىء بيتمدد كان المفروض تبقى .. نحكم عقلنا .. هنتخنق كلنا

عن الموت .. مجدداً

كثيراً ما طاردتنى فكرة الموت !! .. و باعتبار الموت فكرة ؛ ابدأ فى عاداتى القميئة من متابعة تلك الافكار .. او بالاحرى تستغرقنى هى .. فأنا لم اعطِ تلك الافكار اذناً باختراقى ابداً .. و لكنها تعرف الطريق جيداً لرأسى المهشمة تماماً

اما انا .. فلازلت اشعر برعشة تسير فى جسدى كلما راودتنى تلك الفكرة .. فلم اتخيلنى قط راقد فى صندوق خشبى يحملنى افراد معظمهم اغراب .. و بينما يحملنى هؤلاء_ مسرعين_ الى مصير لا اعلمه ؛ انا راقد لا اتنفس .. ربما اصرخ و لكن احدهم لا يسمعنى

الرعشة ذاتها تزداد حينما اجدنى فجأة الى جوار اشلاء لموتى .. اقربائى هم ام لا .. فانا لا ارى منهم سوى فتات متناثر .. لا ادرى ما ان كان احدهم سيهدىء من روعى ام لا .. ربما هم حتى يكرهون وجودى هنا .. و لكنى باى حال

! مطالَب ان ابقى الى جوارهم

لا اتيقن حتى من ان هؤلاء الباقون فوق سطح الارض سيتأثرون كثيراً بغيابى عنهم .. لا اعلم احبوا رحيلى .. لا اعلم

! عنهم شيئاً .. لا اعلم من هم ايضا

اذكر انى حلمت ذات يوم انى اعمل فى دولة اجنبية .. لطالما تمنيت ذلك .. و لكن الموت لم يسمح لى ان اتمتع بحلمى طويلاً .. فقد جاءنى فى هذا الحلم خبر وفاتى ! .. توفيت اذاً فى مسكنى المنعزل .. و لم يعلم احدهم عنى شيئاً .. اذكر انى لم اطق رائحتى العفنة حتى انى تمنيت ان اتحول الى فتات مثل هؤلاء الرقود .. اذكر ان صديقى الذى سافر معى لا يعلم عنى شيئاً حتى الان

.... ! اذكر حتى انى لا اذكر شيئاً

.. اللهم زبلحه

خبر عاجل : استلم السيد الرئيس المبجل محمد حسنى مبارك _هاى هيىء_ كرتونة بلح من امير تبوك الامير فهد بن سلطان

********

تعرف ان ده نزل فى جريدة الاخبار؟ يعنى انت تدفع فلوس و تشترى جرنال عشان تعرف ان الريس جات له كرتونة بلح

استنى كمان .. موقع مصراوى نقلا عن الاخبار

الرابط التالى

http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2008/June/1/mubarak.aspx

! و تم دفع مبلغ 65 جنيه جمرك و ضريبة مبيعات

و تم ذكر اسم موظف الخزينة و رقم ايصال الدفع فى الموضوع

_عشان لو حبيت تتاكد ان الريس دفع_

***********

!يا ترى يا ريس بيفوتروك ولا لا؟

يا ترى شباب الوطنى هيخرجوا يقولوا بالروح بالدم نفديك يا ابو كرتونة ؟

:Dبالذمة مش نفسك تاخد لك بلحاية ؟

**********

: فى رأيك

1. نغير النشيد الوطنى و نخليه يا نخلتين فى العلالى
2. نغير النشيد الوطنى و نخليه يا حلوة يا بلحة يا مقمعة
3. لا بد من الاكتفاء الذاتى و الاعتماد على محصولنا من البلح
4. هو البلح ده امهات ولا ابريمى؟

!يعنى مات؟

العضو الذى لا يستخدم .. يضمر -

يعنى قلوبنا ممكن تموت؟ -

..... مش بالمعنى .. بس ممكن يغطيها التراب .. تراب الزمن و الذكريات و -

بس محدش بيغطيه التراب الا لما يتدفن .. يعنى مات؟ -

مين قال ان كل اللى اتدفنوا ماتوا؟ -

على سطح كوكب اخر

ابدأ بايهام نفسى مجدداً .. اسمح لذات الافكار ان تطاردنى .. اطلق لها العنان اذاً .. اغمض عيناى بينما اميل برأسى للخلف قليلاً

هواء بارد يتخلل رئتاى .. هواء نقى ايضاً .. اطرد افكار سلبية داهمتنى لاشهر طويلة .. و اتخيل المشهد

فبينما استيقظ فى تمام السادسة صباحاً بدون منبه او حتى بدون ان يزعجنى احدهم .. ابدأ يومى بنزهة على احدى شواطىء كوكبي الوهمى و بالطبع لن اسمح لاحدهم ان يخترق قوانين الكواكب او حتى ان تطأ قدماه سطح كوكبى .. لا اريد كائنات متسخة الاقدام ..

لم احدد خططاً مسبقة لهذا اليوم .. لكن قد اقضى بعض وقتى فى عمل ما .. قد يحتاجنى هذا العمل

!انتهى العمل .. و بالطبع لن يجبرنى احدهم ان استكمل .. غداً ساكمل كل هذا اذاً

اخرج الى الفضاء لاتابع احدى ابحاثى عن الكائنات السلفية على هذا الكوكب و اتاكد اخيراً ان احدا لم تطأ قدماه الكوكب قبل ان استقر عليه

فهكذا .. يحب الانسان ان يكون اولهم .. رغم اقتناعه التام بان احدهم يتبعه

اقضى بعض يوم فى متابعة بعض الافكار السلبية القادمة من كوكب اخر .. اتذكر اصدقاء الارض .. فطالما قضينا اوقاتنا فى اشياء

!عبثية .. اذكر لعبتى القديمة .. و غرفتى القديمة حيث قضيت ثلث عمرى مختبئاً خلف الدولاب الخشبى

...لحظة ! لقد نسيت ان اختار اسماً للكوكب ..

هنا تدق اجراس الساعة .. افتح عيناى بتلقائية شديدة .. ارى الدولاب الخشبى مجدداً .. ابتسم ابتسامة طويلة

اغمض عيناى مجدداً .. اسمح لذات الافكار بان تطاردنى .. اميل كثيراً براسى للخلف

...............الهواء البارد يتخلل رئتاى